من طين وبلا أساسات
أردنية تصمم بيتا صديقا للبيئة ومقاوما للزلازل
الخليلي تقول إن بيتها هادئ رغم وجوده وسط عمارات سكنية مكتظة (الجزيرة نت)
استطاعت
السيدة حنة الخليلي اختصاصية البصريات بجهود ذاتية تصميم بيت من طين صديق
للبيئة في منطقة وادي السير غرب العاصمة الأردنية عمان وفق مبدأ الدائرة،
أسمته بيت المريخ أو القمر المستقبلي مساحته خمسون مترا مربعا ويستوعب
عائلة من أربعة أفراد كإقامة دائمة أو عشرة كضيافة.
وقالت الخليلي
للجزيرة نت إنه "تم إنشاء البيت، وهو التجربة الأولى في منطقة الشرق
الأوسط، بمواصفات وكالة الفضاء الأميركي ليكون بيت القمر حيث لا يوجد حديد
أو إسمنت" ليكون مسكنا بلا هاتين المادتين وبلا أساسات، فقد شيدته بالطين
وخامات محلية تماما عملا بقاعدة الدائرة، فالأرض وكريات الدم البيضاء
والحمراء كروية وكل شيء في الكون مبني على مبدأ الدائرة أو مشتقاتها
كالقوس"، وذكرت بقوله تعالى "الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها".
مقاومة وهادئة
الخليلي تقول إنها تعلمت بإيطاليا كيف ترى الأشياء الجميلة بوطنها بعيون مختلفة
مقاومة وهادئة
وقالت
الخليلي إن للبيت مزايا مقاومة الهزات والعواصف وعوامل الطقس وهو حافظ
للبرودة والحرارة وإضاءته طبيعية عبر قبة سماوية تتوسطها تسمح بالتواصل مع
العالم الخارجي أيضا.
وقالت إن البيت هادئ رغم وجوده وسط بنايات
سكنية مكتظة وأقيم على مبدأ البيت المريخي بصبغة شرقية فقد أتيحت لي فرصة
السفر للولايات المتحدة والاطلاع على تجارب كثيرة.
وتقدم الخليلي
عملها على أنه استكمال لرسالة المهندس الراحل نادر الخليلي وهو معماري
إيراني جذوره من الخليل جنوب الضفة الغربية ويحمل اسم عائلتها بالصدفة
ونذر حياته، حسب قولها، لإيجاد حلول بديلة تحمي البيئة والإنسانية
والمناطق المعرضة للكوارث البيئية.
وتقول الخليلي عن نفسها إنها
منذ طفولتها محبة للسلام والجمال، وقد ولدت في عائلة مثقفة وتعلمت أثناء
دراستها في إيطاليا الحب والجمال والحرية وكيف ترى الأشياء الجميلة في
وطنها بعيون مختلفة.
القرية الشاعرة
وتضيف أن تصميمها لم
يأت من فراغ بل بحثت في غور الأردن ومدينة أريحا وإنجازات المعماري المصري
الراحل حسن فتحي ومنتجع بساطة قرب طابا بسيناء، لكن لن تكون الحلول
المعطاة مناسبة فقررت مواصلة البحث والتنقيب.
وتحلم الخليلي اليوم
بإقامة قرية أو قرى صديقة للبيئة في مناطق صحراوية أو مشجرة تنطلق من
الأردن وحتى المريخ مبنية من الطين بكلفة منخفضة تسهم بزيادة دخل سكان
المنطقة من حيث استغلال طاقاتهم وقدراتهم الزراعية والرعوية وتقديم
المأكولات غير المهرمنة خاصة الخبز الأسود وتسترجع النفايات.
البيت في مرحلة بنائه الأولى وبلا أساسات
كما
تحلم بقرية تعمل بالطاقة الشمسية لتكون "قرية شاعرة" تمتد من شمال إلى
جنوب الأردن لتعم الشرق الأوسط، وهي تعد المخططات وترسم البيوت وتجري
اتصالات مع جهات عربية وأجنبية لتمويل المشروع، لكنها ترفض الحديث عن
أرقام واكتفت بالقول إن الفنان يحتاج مساحة بيضاء ليرسم لكنني أحتاج مساحة
ترابية ليظهر إبداعي ويتحقق حلمي.
كلفة عالية
ووصف
المهندس كمال حبش رئيس الشعبة المعمارية في نقابة المهندسين مجهود الخليلي
بالرائع والمدهش وقال إنه يسير في اتجاه البيوت الريفية والسياحية أو
المزارع، فالطين يستهوي النقابة في الجهود الرامية لإعادة إعمار قطاع غزة
فإسرائيل ما زالت تمنع إدخال الحديد والإسمنت لتعمير 5000 بيت مدمر وإيواء
آلاف الأسر، لكنه يرى كلفة البيت الذي شيدته عالية من حيث التشطيب.
وقال
ممدوح بشارات صاحب أقدم بيت ثقافي وسط عمان "ديوان الدوق" إن البيت أعجبه
كثيرا ووصفه بإبداع ومبادرة جميلة مستشهدا بالمثل الشعبي "من طين بلادك حط
على خدادك"، فهو رفيق للبيئة يمتاز بجمالية كالقباب كما أنه مفيد صحيا
صيفا وشتاء ومريح نفسيا"، ونصح بتطبيقه في غور الأردن.