تعودت
أن أقرأ في ««بريد الجمعة»» هموم الآخرين فتهون إلي جوارها مشاكلي..
لكني قد بلغت اليوم الحد الذي أجد نفسي معه في أشد البلاء والظلم.
فأنا
سيدة شابة, كنت قد تعرفت خلال دراستي بالجامعة علي شاب يكبرني بعامين
وبعد أن تخرجنا تمت خطبتنا.. وتزوجنا بعد ذلك بثلاث سنوات.. ولن أكذب
فأقول لك إننا قد تزوجنا بعد قصة حب رائعة كما تقول سيدات كثيرات في
رسائلهن ولا أن فترة خطبتنا كانت أسعد أيام العمر.. لأن ماحدث كان علي
عكس ذلك تماما, فكانت فترة التعارف مليئة بالعذاب والمعاناة, وقررت
خلالها أكثر من مرة الانفصال عنه, وفي كل مرة كان يرجع إلي ونبدأ قصتنا
معا من جديد, ولا أعرف حتي الآن لماذا كنت أصدقه في كل مرة.. وأتوسم
فيه أنه سيكون إنسانا مختلفا.. وقد استمر الحال علي ماهو عليه خلال فترة
الخطبة فلم تكن أقل معاناة من فترة الحب والتعارف.. لأنه قد أضيفت إلي
طباع خطيبي الصعبة خلالها مشاكل الشقة والجهاز وخلافات العائلتين, لكني
كنت أقول لنفسي دائما إنه يحبني وأنا أحبه وأنه بمجرد أن يجمعنا بيت واحد
ستزول كل الخلافات والعقبات وسنصبح أسعد زوجين في العالم.. وهكذا احتملت
فترة الخطبة, التي دامت ثلاث سنوات.. كانت معاملته لي خلالها في غاية
السوء.. ووصلت علاقتنا خلالها إلي حافة الانهيار عدة مرات.. وفي كل
مرة كنت أفقد فيها صبري وأطلب إنهاء الخطبة, كان يتحول الي حمل
وديع..ويعدني بأنه سوف يغير طريقة تعامله معي.. فأتراجع ونستمر في
خطبتنا ثم لا يلبث أن يرجع سيرته الأولي من جديد.
وأخيرا تزوجنا
وحاولنا خلال الفترة الأولي من الزواج أن نسعد بحياتنا وننسي كل ماجري
بيننا خلال فترتي الجامعة والخطبة, فلم تمض عدة شهور فقط حتي بدأت
الخلافات بيننا من جديد, وكان من الممكن ان تكون هذه الخلافات عادية
ومما يحدث بين أي زوجين إلا أن ماأصبح يرافقها من سب وإهانة وضرب إلي حد
أن يتورم منه جسمي قد دخل بي في مرحلة جديدة من المعاناة لم الفها في
حياتي وأنا التي نشأت في أسرة هادئة ومحترمة لم أر فيها سوي المعاملة
الهادئة المحترمة والمودة والرحمة بين الزوجين.
وفي كل مرة كنت ألتمس
له العذر فيما يفعل وأبرره لنفسي بأنه حين يتخلص من الضغوط والأعباء
الواقعة عليه في عمله أو مع اسرته فلسوف يرجع الي رشده, لكني وبعد ثلاث
سنوات من الزواج أنجبت خلالها طفلة أري سوء معاملته لي يتصاعد كالخط
البياني الذي يتجه دائما إلي أعلي, ويتدرج من السب واللعن إلي الضرب..
إلي تحطيم الفازات وتحف المنزل إلي استخدام الشبشب, ومبرره دائما في ذلك
هو أنني قد أخطأت في حقه او عاندته, والحق أنني وبعد أن تحملت كثيرا لم
أعد أطيق السكوت وأصبحت أرد عليه وألعن اليوم الذي رأيته فيه في محاولة من
جانبي لمعادلة إحساسي بأنني متهورة أو مغلوبة علي أمري..
والمشكلة هي
ان زوجي يؤمن بأن من واجبه كرجل ان يربي زوجته ويعاقبها بما يعن له من
عقوبات كالسب والضرب.. والحرمان من الخروج والحبس في غرفة من غرف البيت
يطلب مني الا أغادرها طوال يوم التكدير, حتي ولو إلي الحمام, أما
الزوجة فليس لها إلا أن تطيع زوجها وإذا رفضت القبول بالعقوبة فلا يدعني
أنام إلا وأنا كالقتيلة من الضرب, وكل جسمي يؤلمني.
ولقد فكرت
كثيرا في الطلاق لكني أخشي علي ابنتي من عواقب الانفصال إلي جانب أنني قد
فقدت الثقة في نفسي.. ولست علي يقين من أنني استطيع مواجهة الحياة
وحدي.. كما أن زوجي العزيز يري أنني لا أصلح لشيء فلا أنا ناجحة في نظره
كزوجة ولا كأم ولا كسيدة لأنني غبية ومستهترة وشخصيتي ضعيفة ومهزوزة
إلخ, والحق أنني أشعر بأن بداخلي شيئا مكسورا بالفعل حتي أنني لا أقوي
علي محادثة أي صديقة لي لشعوري بأنني لست امرأة لها كيانها.. وإنما أنا
أقل من كل السيدات اللاتي أعرفهن من ناحية الشخصية والكيان وليس من ناحية
الشكل أو المادة.
ولا يهون علي بعض ماأعانيه مع زوجي إلا إحساسي
الداخلي بان الله يعاقبني بذنبي لأنني قد أغضبت أبي وأمي وتحديتهما وأصررت
علي الارتباط بزوجي وإتمام زواجي منه بالرغم من أنهما قد اكتشفا عيوبه
ونصحاني كثيرا بعدم الزواج منه, فتزوجته رغما عنهما وأنا أعلم أنهما غير
راضيين عني.. ولهذا فإني أعتبر نفسي الأبنة العاقة التي لم تطع أبويها
فأذلها الله بزوج يفتري عليها وليس أمامها إلا ن تطيعه وتتحمله..
والمفارقة هي أن زوجي يعتبر نفسه طيب القلب وحنونا ويراعي الله في بيته
وزوجته, ولا يفوته فرض من الفروض الدينية, لكنه إذا خاصم فجر لقد قررت
ألا أنجب ثانية حتي لا يصاب أبنائي بالعقد النفسية بسبب هذا الأب الظالم
المستبد.. وأنا الآن في صراع بين هل أربي ابنتي في هذه البيئة غير
الصالحة نفسيا وتربويا لتنشئة أطفال أسوياء, أم أنفصل عن زوجي وتتحمل
ابنتي عواقب هذا الانفصال, وإذا كنت أنا استحق هذا العقاب لأنني أغضبت
أبي وأمي, فما ذنب طفلتي ؟
أن أقرأ في ««بريد الجمعة»» هموم الآخرين فتهون إلي جوارها مشاكلي..
لكني قد بلغت اليوم الحد الذي أجد نفسي معه في أشد البلاء والظلم.
فأنا
سيدة شابة, كنت قد تعرفت خلال دراستي بالجامعة علي شاب يكبرني بعامين
وبعد أن تخرجنا تمت خطبتنا.. وتزوجنا بعد ذلك بثلاث سنوات.. ولن أكذب
فأقول لك إننا قد تزوجنا بعد قصة حب رائعة كما تقول سيدات كثيرات في
رسائلهن ولا أن فترة خطبتنا كانت أسعد أيام العمر.. لأن ماحدث كان علي
عكس ذلك تماما, فكانت فترة التعارف مليئة بالعذاب والمعاناة, وقررت
خلالها أكثر من مرة الانفصال عنه, وفي كل مرة كان يرجع إلي ونبدأ قصتنا
معا من جديد, ولا أعرف حتي الآن لماذا كنت أصدقه في كل مرة.. وأتوسم
فيه أنه سيكون إنسانا مختلفا.. وقد استمر الحال علي ماهو عليه خلال فترة
الخطبة فلم تكن أقل معاناة من فترة الحب والتعارف.. لأنه قد أضيفت إلي
طباع خطيبي الصعبة خلالها مشاكل الشقة والجهاز وخلافات العائلتين, لكني
كنت أقول لنفسي دائما إنه يحبني وأنا أحبه وأنه بمجرد أن يجمعنا بيت واحد
ستزول كل الخلافات والعقبات وسنصبح أسعد زوجين في العالم.. وهكذا احتملت
فترة الخطبة, التي دامت ثلاث سنوات.. كانت معاملته لي خلالها في غاية
السوء.. ووصلت علاقتنا خلالها إلي حافة الانهيار عدة مرات.. وفي كل
مرة كنت أفقد فيها صبري وأطلب إنهاء الخطبة, كان يتحول الي حمل
وديع..ويعدني بأنه سوف يغير طريقة تعامله معي.. فأتراجع ونستمر في
خطبتنا ثم لا يلبث أن يرجع سيرته الأولي من جديد.
وأخيرا تزوجنا
وحاولنا خلال الفترة الأولي من الزواج أن نسعد بحياتنا وننسي كل ماجري
بيننا خلال فترتي الجامعة والخطبة, فلم تمض عدة شهور فقط حتي بدأت
الخلافات بيننا من جديد, وكان من الممكن ان تكون هذه الخلافات عادية
ومما يحدث بين أي زوجين إلا أن ماأصبح يرافقها من سب وإهانة وضرب إلي حد
أن يتورم منه جسمي قد دخل بي في مرحلة جديدة من المعاناة لم الفها في
حياتي وأنا التي نشأت في أسرة هادئة ومحترمة لم أر فيها سوي المعاملة
الهادئة المحترمة والمودة والرحمة بين الزوجين.
وفي كل مرة كنت ألتمس
له العذر فيما يفعل وأبرره لنفسي بأنه حين يتخلص من الضغوط والأعباء
الواقعة عليه في عمله أو مع اسرته فلسوف يرجع الي رشده, لكني وبعد ثلاث
سنوات من الزواج أنجبت خلالها طفلة أري سوء معاملته لي يتصاعد كالخط
البياني الذي يتجه دائما إلي أعلي, ويتدرج من السب واللعن إلي الضرب..
إلي تحطيم الفازات وتحف المنزل إلي استخدام الشبشب, ومبرره دائما في ذلك
هو أنني قد أخطأت في حقه او عاندته, والحق أنني وبعد أن تحملت كثيرا لم
أعد أطيق السكوت وأصبحت أرد عليه وألعن اليوم الذي رأيته فيه في محاولة من
جانبي لمعادلة إحساسي بأنني متهورة أو مغلوبة علي أمري..
والمشكلة هي
ان زوجي يؤمن بأن من واجبه كرجل ان يربي زوجته ويعاقبها بما يعن له من
عقوبات كالسب والضرب.. والحرمان من الخروج والحبس في غرفة من غرف البيت
يطلب مني الا أغادرها طوال يوم التكدير, حتي ولو إلي الحمام, أما
الزوجة فليس لها إلا أن تطيع زوجها وإذا رفضت القبول بالعقوبة فلا يدعني
أنام إلا وأنا كالقتيلة من الضرب, وكل جسمي يؤلمني.
ولقد فكرت
كثيرا في الطلاق لكني أخشي علي ابنتي من عواقب الانفصال إلي جانب أنني قد
فقدت الثقة في نفسي.. ولست علي يقين من أنني استطيع مواجهة الحياة
وحدي.. كما أن زوجي العزيز يري أنني لا أصلح لشيء فلا أنا ناجحة في نظره
كزوجة ولا كأم ولا كسيدة لأنني غبية ومستهترة وشخصيتي ضعيفة ومهزوزة
إلخ, والحق أنني أشعر بأن بداخلي شيئا مكسورا بالفعل حتي أنني لا أقوي
علي محادثة أي صديقة لي لشعوري بأنني لست امرأة لها كيانها.. وإنما أنا
أقل من كل السيدات اللاتي أعرفهن من ناحية الشخصية والكيان وليس من ناحية
الشكل أو المادة.
ولا يهون علي بعض ماأعانيه مع زوجي إلا إحساسي
الداخلي بان الله يعاقبني بذنبي لأنني قد أغضبت أبي وأمي وتحديتهما وأصررت
علي الارتباط بزوجي وإتمام زواجي منه بالرغم من أنهما قد اكتشفا عيوبه
ونصحاني كثيرا بعدم الزواج منه, فتزوجته رغما عنهما وأنا أعلم أنهما غير
راضيين عني.. ولهذا فإني أعتبر نفسي الأبنة العاقة التي لم تطع أبويها
فأذلها الله بزوج يفتري عليها وليس أمامها إلا ن تطيعه وتتحمله..
والمفارقة هي أن زوجي يعتبر نفسه طيب القلب وحنونا ويراعي الله في بيته
وزوجته, ولا يفوته فرض من الفروض الدينية, لكنه إذا خاصم فجر لقد قررت
ألا أنجب ثانية حتي لا يصاب أبنائي بالعقد النفسية بسبب هذا الأب الظالم
المستبد.. وأنا الآن في صراع بين هل أربي ابنتي في هذه البيئة غير
الصالحة نفسيا وتربويا لتنشئة أطفال أسوياء, أم أنفصل عن زوجي وتتحمل
ابنتي عواقب هذا الانفصال, وإذا كنت أنا استحق هذا العقاب لأنني أغضبت
أبي وأمي, فما ذنب طفلتي ؟