انا وعدتكم انى انزلكم كل القصص الى عندى عن ريد الجمعة
ودى اول قصه
دوائر الدوامة
أرجو أن يتسع صدرك لمشكلتي لأني في أشد الحاجة إلي مشورتك, فأنا شاب في
الثلاثين من عمري أعمل بالتعليم, ومن أسرة طيبة, ومنذ أربع سنوات
أعجبت بفتاة كانت تتلقي مني درسا خاصا وهي في السنة الأولي بكليتها
الجامعية ووجدت فيها كل المواصفات التي أتمناها في شريكة حياتي فتحدثت
إليها برغبتي في الارتباط بها ووجدتها قد سبقتني إلي الاعجاب بشخصي وتتمني
الارتباط بي, غير أنه كانت هناك مشكلة هي أن والدها يرفض أن ترتبط بأحد
قبل أن تنهي دراستها وتتخرج مع وعد منه لها بأن يزوجها ممن تختاره لنفسها
إذا التزمت بشرطه. وأكدت لها استعدادي لأنتظارها لأربع سنوات حتي تتخرج
ويتحقق شرط والدها وتعاهدنا علي ذلك ثم سافرت بعد بضعة شعور للعمل بإحدي
الدول العربية وظللت علي عهدي لفتاتي, وترقبت مرور الشهور والسنين لكي
أتقدم إليها.. وحين بلغت هي السنة الثالثة الجامعية فاتحت والدها برغبتي
فرحب بي أشد الترحيب وطلب مني الانتظار للعام المقبل حتي تتخرج ووعدني أن
تكون أبنته لي وليس لأحد غيري, وأطمأننت إلي وعده وسافرت إلي عملي
وتواصلت الرسائل بيني وبينها, ورجعت في أجازة العام التالي.. وتحدثت
إلي عم فتاتي برغبتي في تحديد موعد مع شقيقه لأتقدم إليه مع أسرتي طالبا
يد ابنته, ووعدني العم خيرا.. وبعد ساعات رجع إلي بالرد فإذا به الرفض
القاطع الباتر بلا أسباب ولا مبررات, وأصابني الذهول ودهش معي أهلي
الذين كانوا قد عرفوا فتاتي خلال السنين الماضية وأحبوها وتعلقوا بها
وكانت تقوم بزيارتهم خلال سفري, وحرت فيما أفعل إزاء هذه المفاجأة غير
السارة, وحاولت ان أعرف سبب الرفض فعرفت أن والد الفتاة قد اتفق مع أحد
أقاربه علي تزويجها له وأنها في حالة نفسية سيئة لكنها لا تستطيع إقناع
أبيها بالوفاء بوعده أياها ألا ترتبط إلا بمن تختاره, ولم أستسلم لليأس
من تغيير موقفه ووسطت لديه كل من آنست منه استعدادا للتدخل في الموضوع
فأصر علي رأيه إصرارا غريبا, وحاولت الفتاة معه بكل ماأوتيت من جهد فكان
رده علي كل محاولة من جانبها لإقناعه بقبولي هو الضرب المبرح واشتد ضيقي
وكربي إلي أن جاء يوم وقالت لي فتاتي أنه يريد علي حد تعبيرها أن يبيعها
لمن يستطيع أن يدفع أكثر لا فائدة من المحاولة مع أبيها لأنه عنيف للغاية
وعنيد ونصحتني النصيحة اليائسة بألا أضيع مابقي من أجازتي في محاولة نطح
الصخر الذي لا يلين, وأن أرتبط بفتاة غيرها. وفي فترة ضيق بكل شيء
سلمت باليأس من فتاتي, وحاولت شغل فكري عنها بالارتباط بغيرها..
وبالفعل تقدمت إلي صديقة لها لا تعرف عن قصتنا شيئا سوي أنني تقدمت لطلب
يدها ورفض والدها طلبي. ورحب بي والد الصديقة لكنه أصر علي ألا تكون
هناك فترة خطبة وأن أعقد القران علي الفور ولم أجد مانعا من تلبية رغبته
فتمت الخطبة وعقد القران خلال اسبوع واحد, وانتظرت أن تشغلني هذه الخطوة
عن فتاتي السابقة واستريح من التفكير فيها فلم يتحقق ذلك وظللت مشغول
الفكر بها بالرغم من عقد قراني علي خطيبتي وخطبة فتاتي إلي قريبها وازدادت
فترات صمتي وانشغال فكري وأنا مع خطيبتي فلم أجد مفرا من مصارحتها بما
أعانيه ووجدت لديها صدرا رحبا لهمومي وحاولت التخفيف عني بقدر الإمكان,
بل وحاولت أيضا أن تكون واقعية وأن تساعدني علي تقبل الحقائق فأبلغتني بأن
فتاتي السابقة مريضة وأنها لن تغضب إذا اتصلت بها للاطمئنان عليها
وتوديعها قبل سفري إلي عملي, واتصلت بفتاتي السابقة بالفعل ووجدتها في
حالة سيئة فضعفت إرادتي واعترفت لها أنني مازلت أحبها ولا أستطيع نسيانها
والبعد عنها.. فقالت لي بصوت حزين أنه قد فات أوان هذا الحديث وأنه علي
كل منا أن يتقبل أقداره ويكفيها أنها لم ترفضني بإرادتها ولم تقبل خطيبها
الذي لم تشعر معه بالانسجام حتي الآن برغبتها. وسافرت مضطربا
ومهموما.. وبعد سفري بفترة قصيرة رحل والد فتاتي الأولي عن الحياة,
وطلبت مني خطيبتي في اتصال تليفوني بيننا أن أواسيها في فقده فتعجبت
لتصاريف القدر.. وازداد شعوري بالندم علي تسرعي في عقد قراني علي فتاة
أخري سواها.. وأصبح شاغلي الأكبر منذ ذلك الحين هو كيف استطيع حل مشكلتي
بغير أن أظلم خطيبتي التي احتوت انشغال فكري بغيرها.. ولا ترفض أن تكون
زوجة ثانية إذا كان ذلك سوف يسعدني ويحقق راحتي فماذا أفعل ياسيدي وكيف
أخرج من دوائر هذه الدوامة التي تدور بي بعنف منذ علمت بوفاة والد فتاتي
الأولي ؟